قضية التوبة
فإذا أذنبت، وإذا أخطأت، وإذا أجرمت، وإذا أسرفت على نفسك ثم تذكَرتَ لقاء الله، وتذكَّرتَ المصير المظلم، وتذكَّرتَ العرض الأكبر على الله عز وجل: ((يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)).
فتب إلى الله واستغفره لهفواتك وذنوبك، فإنه الغفَّار لها.
يا رب عفوك لا تأخذ بزلَّتنا وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولّت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دَعَة فما سقطنا لأن الحافظ الله
والذنوب والخطايا لا يسلم منها أحد.
فإلى أين يفر العبد؟
ومن يغفر الذنوب إلا الله؟
((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ))، ((قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)).
ويقول سبحانه في الحديث القدسي: (يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عَنان السماء ثم جئتني لا تُشرك بي شيئاً لغفرتها لك، يا ابن آدم : لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تُشْرك بي شيئاً لأتيتك بقُرابها مغفرة) (1)
فالواجب أن نستغفرَ ونتوب من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها، وقد علمنا صلى الله عليه وسلم ذلك عندما كان يقول: (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أستغفرُ الله وأتوبُ إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) وفي لفظ: (مائة مرة)