أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه، ورأس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد، والحذر من ارتكاب المحرمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطَّخ به المرء منها، وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره.
* ومنها: أن يلحَّ المرء في دعائه على الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.
* ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيته وقصده متوجِّهةً لتحقيق ذلك، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه، وأن يثبته عليه، وأن يختم له به.
* ومنها: حسن الظن بالله.. فالله تعالى عند ظن عبده به، فإن ظن العبد به خيرًا، كان خيرًا، وإن ظن به شرًّا، كان شرًّا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى"، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا عند حسن ظن عبدي بي"، ويقول الله سبحانه: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن اقترب إلي شبرًا، اقتربت إليه ذراعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".
وينبغي له أن يكون بين الخوف والرجاء؛ يخاف عقاب الله على ذنوبه، ويرجو رحمة ربه، لحديث أنس المعروف عند الترمذي وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو بالموت فقال: "كيف تجدك؟" قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمنه مما يخاف".
* ومنها: التقوى؛ وذلك لأن التقوى تصلح بها الأعمال، وتغفر بها الذنوب، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)﴾ (الأحزاب)، ولأن التقوى سبب لتفريج الهموم وفك الكروب وتيسير الأمور قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾(الطلاق: من الآية 2) وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ (الطلاق: من الآية 4) وحسن الخاتمة إنما يكون بصلاح الأعمال وغفران الذنوب.
* ومنها:الصدق؛ وذلك لأن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ولا يدخل الجنة إلا من حسنت خاتمته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا، وعليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا". ولقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾ (التوبة).
* ومنها: التوبة
وذلك لأن من تاب تاب الله عليه، ومن تاب الله عليه حسنت خاتمته؛ حيث إن الله تعالى يبدل سيئاته حسنات، فيلقى العبد ربه بها، ومن لقي ربه بها فقد أنقذه من النار.. قال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النور: من الآية 31) وقال تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)﴾(الفرقان).
* ومنها: المداومة على الطاعات، فإن من داوم على الطاعات لقي الله وهو على طاعة، ومن مات على طاعة، بُعِثَ عليها يوم القيامة، ومما لا شك فيه أن من حسن الخاتمة أن تلقى الله على طاعة، كمن مات وهو يصلي، أو يقرأ القرآن، أو في عمل من أعمال الخير، أو كان محرمًا بحج، أو عمرة.. إلخ؛ فعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال: جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان وقمته، وآتيت الزكاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء"، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من مات على شيء بعثه الله عليه".
* ومنها: ذكر الموت وقصر الأمل، فذكر الموت وقصر الأمل يجعلان العبد على استعداد دائم للقاء الله، ومن كان مستعدًّا للقاء الله تعالى كان أغلب الظن فيه، أنه ممن حسنت خاتمته، ولذلك فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت، فقال: "أكثروا ذكر هادم اللذات، الموت، فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش، إلا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه"، وفي أثر ضعيف: "من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن أشفق عن النار لَهَى عن الشهوات، ومن ترقَّب الموت، هانت عليه اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات".
* ومنها: الخوف من أسباب سوء الخاتمة؛ فإن من حسن الخاتمة البعد تمامًا عن أسباب سوء الخاتمة، كالإصرار على المعاصي، وتسويف التوبة، وحب الدنيا والإقبال عليها، ومجالسة الأشرار والظالمين وموالاتهم، وهجر القرآن، وكثرة النظر إلى ما يُغضب الله تعالى.. إلخ، فكلها تسبب سوء الخاتمة، والبعد عنها هو طريق النجاة، وإذا كان العبد قد أراد الله له حسن الخاتمة، فإنه سوف تكون هناك علامات مبشرات تدل على ذلك هذاالموضوع منقولللافادة
منقول
اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها واللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم