بنت امتكم /الجزائر
شغفها حبا.. قالت
قرانا الكثير من القصص في موقعكم شدتنا وأبكتنا ومنها التي أسعدتنا أحببناها
وكانت عبرة للكثير منا لأنها ليست من رسم الخيال بل عبرت عن واقع عاشه
أو عايشه البعض من اخواننا ....
من هذه القصص واحدة عايشتها بل عايشت أصحابها شخصيا
كان ذلك قبل سنوات ...
كنا مجموعة صديقات بكل ما تحمله هذه الكلمة من صدق و إخلاص وصفاء
ونقاء يربط بيننا السعي لنكون عبيد لله رب العالمين همنا كان هو رضا الله
وحبنا كان للأخيار من عباده أيام كانت تقطر سعادة كنا نغترفها من رياض الجنة
كما سماها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم- حلقات الذكر- التي لم تستطع
أن تعدم بشريتنا وضعفنا مذكرة لنا أننا لسنا ملائكة وان الله
هو خير حافظا وهو ارحم الراحمين
حقيقة برزت لنا جلية يوم طرق باب احد المساجد التي كنا نعتادها أخ من إخواننا
كلف بإمامة ذلك المسجد
بعد عودته من سفر دام سنوات لطلب العلم الشرعي
في إحدى جامعات الحجاز هناك التقى بعلماء دلك البلد الطاهر وأخذ عنهم
من العلم والخلق
وما كان يحكي عنه القريبين منه كانت تسمعه أختٌ لنا فتنبهر بما كانت تسمع
ويزيد ذلك الانبهار والإعجاب كلما حضرت درسا أو سمعت خطبة جمعة لهذا
الإمامُ ليتحول كُلُ هذَا إلى تعلق ما استطاعت أن تدفعه
بل ربما كان يزداد يوم بعد يوم إلى أن جاء يوم وسمعت أن ذلك الإمام الشاب قد خطب إحدى الأخوات
قارورتنا التي كانت في بداية المرحلة الثانوية
واستاءت كأي أنثى تحملُ بداخلها هذا الإحساسُ ماذا عساها أن تعمل فالأمر ليس
بيدها أو بيد إمامنا الذي لم يسمع بها ولا يعلم بوجودها على وجه البسيطة.
مجموعة أحاسيس شعرت بها في تلك الفترة التي مرت عليها ثقيلة أثقلت عليها
كل شيء كما لاحظ عليها أخواتها
حتى الأكل لم تعد تقواهُ, لكنها في المقابل أكثرت من الغداء الحقيقي الذي يقويها
ويخفف عنها ما كانت تشعر به فصارت تكثر من الدعاء وقيام الليل
عسى الله أن يخفف عنها.
أتخيلها متوجهة لله ساجدة تشكو إلى الله ضعفها بقلب صادق متيقن أن الله
لن يرد دعاءها مسلمة أمرها لقضاء الله وقدره هذا ما لمسه المقربون
منها ومن حالها.
مرت الأيام وسلمت هي أمرها لله
الحمد لله أولا و أخيرا فالفلاح والنجاح هو الرضى بقضاء الله وقدره والقرب
من أكرم الأكرمين الذي بيده ملكوت السموات والأرض وهو على كل شيء قدير
فسبحان الله تحول ضعفها البشري قوة قربتها أكثر من رب العالمين استمرت
اختنا في مسيرتها لرضى رب العالمين واللحوق بركب الأخيار, هكذا نحسبها
ولا نزكي على الله أحدا فهده هي حياة المسلم لا يستوقفه شيء لان الدنيا ساعة
لحظة لو سمحتم فالقصة لم تنته بعد
مرت أيام ولأسباب الله اعلم بها شاءت حكمة الله أن يفسخ إمامنا خطوبته
ليغني الله كلا من سعته هذه هي عقيدتنا ثم بدا بالتفكير في خطبة أخرى
لعل الله يوفق بينهما تكون صاحبة دين ولها من المواصفات ما يطمئن لها قلبه
ويقدر ربنا أن يطلب من احد معارفه وأصحابه أن يدله على أهل بيت
يجد عندهم مراده
أتعلمون من يكون هدا الصاحب انه احد أبناء حي قارورتنا العزيزة
لذلك فقد شاء ربنا أن يسوقه إليها ليذهب ويخطبها
طالبا موافقتها وموافقة أهلها له زوجا وشريك عمر...شريك أحلام
شريك سعادة دنيا وأخرة بإذن الله
تمت الموافقة والفرحة تغمر القلوب جميعا
قلبها المؤمن وقلوب أخواتها وصديقاتها اللواتي طرنا فرحا خاصة يوم العقد
الشرعي فسبحان الله الذي له الأسماء الحسنى تم الزواج بعد مدة ليطير
بها إلى الأرض المباركة إلى المدينة المنورة لتقيم فيها ماشاء الله أن تقيم
وينعما بحياة يحبها الله سبحانه لعباده وإمائه فلك الحمد ربي حتى ترضى
ولك الحمد ربي إذا رضيت
فسبحان الله أمر المؤمن كله خيرا
إذا صعب عليه أمر قال يا الله واذ أصابته سراء قال يا الله وإذا أصابته ضراء
قال يا الله واذا أطاع قال يا الله وإذا أذنب قال يا لله وإذا تحرك فؤاده قال يا الله
وإذا وإذ ا وإذا... وفي كل أحواله وحياته يقول يا الله
فالحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الإسلام والإيمان فلك الحمد ربي حتى
ترضى ولك الحمد اذا رضيت
اسأل الله أن يجعل هده القصة عبرة لنا جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله
اختكم
قسمة
الرئيسية 
