[center]نعلم كلنا وكما يؤكد علماء النفس أن النفس البشرية لا تفقد شيئا من مضمونها ولا يوجد شيء يسمى محو أو إزالة .. كل إحساس وكل تجربة .. وكل خبرة .. وكل عاطفة مهما بلغت من التفاهة لا تفنى .. كل أسرار قلوبنا .. ووجداننا .. لا تندثر .. وإنما تنطمس تحت سطح الوعي .. وتتراكم في عقولنا الباطنة لتظهر مرة أخرى في أشكال جديدة .. في زلة لسان .. في نوبة غضب .. أو حلم غريب ذات ليلة ؟؟؟؟؟؟
إن الأحلام ما هي إلا الحياة التي تدب في هذه العواطف التي ظننا أننا نسيناها ..
بين برجسون وفرويد ..يرى العالم برجسون أن حواسنا لا تنام تماما وإنما هي تنعس وتسترخي فقط .. بمعنى أننا نظل نحس ونرى ونسمع في أثناء النوم .. لكن مرئياتنا وإحساساتنا تأتي إلينا مغلفة باهته ، فإذا أغلقنا عيوننا فإن مسرح الرؤية لا ينطفئ تماما وإنما نظل نرى نقطا مضيئة ودوائر وبقعا ملونة .. ورغم أن علماء العيون يقولون أن سببها هو الدورة الدموية في قاع العين ، فإن برجسون يعتقد أنها المسحوق الضوئي الذي تنشأ منه الأحلام ..
ويستشهد برجسون بالتجارب التي أجراها على عدد من النائمين ........
في إحدى هذه التجارب .. يسلط الطبيب شعاع بطاريته على أعين النائمين ثم يوقظهم ويسألهم عن الحلم الذي رأوه ليجيبوا جميعا بأنهم رأوا نارا مشتعلة ماذا يعني ذلك ؟؟؟؟ يعني أن الأحلام ماهي إلا انعكاس للحياة الفسيولوجية التي يعيشها الجسم الذي يكسل فقط وتظل المرئيات تتوارد عليه ومن هذه المرئيات تصنع الأحلام !!!!!!!!!
الأحلام ومضمونها العاطفي ....
نلاحظ أن نظرية برجسون تشرح البناء الشكلي للحلم لكنها لا تفسر المضمون العاطفي له .. فلماذا ترى أن زوجتك تخونك ولا ترى أمك تفعل ذلك مع والدك مثلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جواب هذا نجده عند فرويد .....!!!!
يرى فرويد أن الأحلام أن الأحلام هي بعث للرغبات المدفونة في النفس من أيام الطفولة ، وقضاء للحاجات التي حرمنا منها .. وتحقيق ما لا يمكننا تحقيقه في الواقع
الحلم إذن .. قضاء رغبة ،، وهي عند فرويد رغبة طفولية وغالبا رغبة مخجلة مخزية ..
وعموما فالحلم هو .. قضاء رغبة عليا وهي حراسة النوم هذا يجعلنا بدلا من أن نستيقظ لأننا نشعر بالعطش نحلم أننا نشرب ونعب من الماء وهكذا نحتفظ بنومنا ....!!
وعيب نظرية فرويد أنها ضيقة ومحصورة والدليل على ذلك حلم العري....الحلم الذي يرى فيه المرء أنه عار في الطريق يفسره فرويد بأنه بعث للرغبة الطفلية المكبوتة في العرض للجسد كاملا !!!!ولماذا لا يكون العري رمز للصراحة والصدق والحقيقة ؟؟؟؟
كارل يونج وأريك فروم ..يعتقد كارل يونج أن الأحلام في مجملها هي صوت الغيب لأن الانفصال بين النفس والواقع يحقق اتصالها بعالم الغيب .. بينما يقف أريك فروم محايدا فلا يلغي احتمال حدوث الإلهام لكن ذلك نادر ..
يقول : إن الواقع يسرقنا من أنفسنا على الدوام ولا يمكننا من أي خلوة حقيقية حتى يأتي النوم فنبدأ في التفكير على هدى هذا الصوت
والأحلام هي هذا التفكير
وهو تفكير يحتوي على طفولتنا وصبانا وشبابنا وحاضرنا ومستقبلنا .. وهو تفكير يمتاز بالصفاء ولذلك تأتي تنبؤاته صادقة ومفاجئة ..
يروي أحدهم هذا الحلم : يحكي صاحب الحلم : أنه كان في مقابلة مع أحدهم للاتفاق على مشروع تجاري وخرج من المقابلة مقتنعا أنه حظي بشريك ممتاز .. وفي نفس الليلة :
يرى في نومه أنه شريكه يزور في الأوراق والحسابات ويختلس مبالغ كبيرة من الخزينة .. ويستيقظ منزعجا لكنه لا يلبث أن يطرد عنه الحلم ويتعاقد مع شريكه ولا تكاد تمر شهور حتى يفاجأ باختلاسات جسيمة والفاعل هو شريكه !!!!!!!!!
ويفسر (يونج ) الحلم بأنه كان من الصعب الحكم على الشريك من المقابلات لأن الإشاعات عن نزاهته كانت تسبقه وما حدث أن النوم استبعد هذه الضجة ورتب انطباعاته واستخرج منها الحكم الصحيح .. أما ما قاله صاحب الحلم بعد الحادث بفترة أن نظرة ذلك الشريك كانت نظرة لص !!!!!!!!!
أصدق تفسير للحلم : الأحلام كلها رموز وأحسن من يفسر هذه الرموز هو صاحبها .. لأنه هو من وضعها وتكون الطريقة بأن يستعرض هذه الرموز واحدا واحدا ويربطها بالخواطر التي ترد على ذهنه .. فهي القاموس الذي يحتوي المفتاح والمعنى
أحلام وجد لها تفسير :* رأت أن سنيها يسقطان فخافت على أخويها الوحيدين الذين كانا في رحلة .. بعد عودتهما تذكرت أنها كانت تريد مراجعة طبيب الأسنان لأن سنها يؤلمها وأنها أجلت ذلك الأمر مرارا!!!
* اشتكت لي بأنها رأت هذا الحلم مرارا : ترى أنها تشعر بفأر يتحرك في بطنها مما يسبب لها ألما شديدا يجعلها تتقلب في أنحاء غرفتها وهي تصيح بشدة .. ثم تستيقظ وهي لا تزال تشعر بالألم ..عرفتُ فيما بعد أنها مصابة بالقولون العصبي التشنجي أن والديها في تلك الفترة يعيشان مشكلات كبيرة وهذا يفسر الأمر
*** ( فسر أحلامك ... لأنك الوحيد الذي يفهم نفسك .. ) *****