باريس سحر وجمال.. وأكثر من عاصمة موضة
<table width="380" border="0"><tr><td align="center"></td></tr></table> |
باريس: جميلة حلفيشي
«إنها
باريس..عاصمة الموضة بدون منازع، فقد حاولت عواصم اخرى ان تأخذ هذا اللقب
لكنها لم تنجح» هذا ما صرحت به الممثلة الفرنسية المخضرمة كاثرين دونوف
لوكالة رويترز عند حضورها عرض إيف سان لوران مؤخرا. لكن من الظلم ان نحصر
جمال باريس في الأزياء وما تبدعه منها فقط. فهذه العاصمة تتعدى ذلك بكثير،
وزيارة واحدة لها درس مفيد في التاريخ، أو على الاقل في تاريخ الفن. في كل
يوم تقريبا تجري فعالية ثقافية أو فنية في ركن من أركانها، بل إن سحر هذه
العاصمة يتجلى بمجرد أن تطأها الأقدام، وعند أول نظرة على معمارها الفريد
الذي يعكس هذا التاريخ. فمتحف اللوفر وحده يتوفر على توليفة رائعة من
البنايات قد تستغرق معاينة كل تفاصيلها عن قرب أكثر من أسبوع، إلى جانب
عدد كبير من المتاحف الأخرى المترامية في كل انحائها، والتي وإن كانت
تستنزف جهدا ووقتا كبيرين من السائح العادي، إلا انها متعة لا تضاهيها
أخرى بالنسبة للعارفين والمتذوقين لفن المعمار والفن عموما. فهنا دائما،
عروض جديدة، بالنسبة للسائح، الذي لا يريد ان يقضي معظم وقته في المطاعم
والمقاهي الباريسية خوفا من زيادة الوزن، وهو الامر السهل بسبب المطبخ
اللذيذ والغني بالصلصات. حتى في المتاحف الصغيرة جدا هناك دائما الجديد
مثل متحف المصمم المخضرم إيف سان لوران الذي يعرض بين الفينة والأخرى صورا
من أرشيفه. هذه السنة تضافرت جهود دور الأزياء الكبيرة امثال ديور، شانيل
وإيف سان لوران لإضافة جرعة ثقافية مركزة بتمويل معارض فنية، أو بالعرض في
أماكن يعتز بها الشعب الفرنسي ككل، بهدف جعل عاصمتهم تتفوق على باقي
العواصم العالمية. فبعد 12 عاما من الترميم (بتكلفة 70 مليون يورو) مثلا،
فتح “لو غران باليه” Grand Palais أبوابه لاحتضان عرض كريستيان ديور في
بداية أسبوع الموضة، ثم عرضي شانيل وإيف سان لوران فيما بعد. ولا حاجة
للقول ان جمال هذه الأماكن طغى على اهمية العديد من النجمات اللواتي حضرن
هذه العروض، خصوصا خلال عرض كريستيان ديور، الذي كان اول عرض يقام في هذا
المكان. فبعد أن كانت الأعين والكاميرات تترصدهن في العادة، فإنها هذه
المرة ، كانت مهتمة اكثر بالقبة الزجاجية الضخمة في “لوغران باليه”. كارل
لاغرفيلد في المقابل استفاد من المكان اكثر وعرف كيف يستغله بشكل عملي لم
يلهي الحضور عن الأزياء. إلى جانب “لوغران باليه” هناك اماكن ثقافية اخرى،
مترامية على اطراف نهر السين، مثل “اللوفر” Louvres، التويلريز Tuileries
و”لو بوتي باليه” Le Petit Palais احتضنت قرابة مائة عرض آخر.لكن لا يمكن ان نذكر مزايا باريس من دون التطرق إليها كعاصمة تسوق.
فالموضة الفرنسية لا يعلى عليها، ويمكن فعلا التوفق بأزياء مميزة إذا كان
الوقت يسمح، سواء في شارع الشانزيليزيه أو في شارع سانت هونوريه، الذي
يعتبر بمثابة شارع روديو درايف الأمريكي بالنسبة للمتسوق الذي يمتلك
بطاقات تأمين برصيد عال. لكن إذا لم تكن لديك الإمكانيات المادية، وضاقت
بك السبل أو لم تكن لك وجهة محددة لقراءة باريس، ما عليك سوى الجلوس على
مقهى ومتابعة عرض للأسلوب الفرنسي من خلال المارة وستتفاجأين بالألوان
والطريقة التي تتعامل بها الفرنسيات مع الموضة على اختلاف إمكانياتهن
وأعمارهن.
إيلي صعب Ellie Saab* اللبناني إيلي صعب، دخل لأول مرة مجال الملابس الجاهزة بباريس، وجاءت
فعلا تحمل بصمته الإبداعية وشغفه الدائم بنجمات هوليوود وبكل ما هو مترف
وفخم. هذه المرة ركز على حقبة الخمسينيات من عصر السينما الذهبي. لملابس
النهار، قدم بلوزات وقمصان منقوشة بورود بألوان هادئة مع تنورات سخية
بكشاكش أو بنطلونات مستقيمة، إلى جانب فساتين ناعمة من الأورغنزا منقوشة
ايضا بالورود. للمساء يبدو انه وضع نصب عينيه نجمات من عيار ريتا هايوارث
ومارلين مونرو، فقد جاءت فساتينه غنية بالتطريزات والأقمشة المترفة التي
تعانق الخصر لتنسدل عليه بنعومة وهندسية متقنة، بألوان غنية ورائعة من
شأنها ان تجعل اي امرأة تبدو كأميرة من قصص الف ليلة وليلة.
لوي فيتونLouis Vuitton* أما في عرض لوي فيتون، فقد ازدحمت الصفوف الامامية بالنجمات أمثال اوما
ثيرمان، كاثرين دونوف، وينونا رايدر ودايان غروغر، ولم يخيب المصمم مارك
جايكوبس الظن، فقد قدم تشكيلة مكونة من تنورات وفساتين قصيرة بنقوشات
هندسية، واخرى بألوان هادئة وحواشي من الجلد. لكن طبعا كانت الاكسسوارات،
خصوصا حقيبة اليد هي النجمة الساطعة، فقد جاءت بقماش الدينم أو مبطنة
بالحرير.
فالنتينو Valentino * في اليوم الأخير من الاسبوع قدمت ثلاثة دور ازياء معروفة أزياء لا شك
انها ستبقى راسخة في الذاكرة اكثر، ليس لأنها آخر ما عرض في هذا الأسبوع،
لكن لأنها كانت فعلا رائعة. فالمخضرم، فالنتينو، الذي تشمل لائحة زبوناته
العديد من النجمات والثريات وبناتهن، اتجه بأنظاره نحو الصين بحثا عن
الإلهام، وجاءت النتيجة جاكيتات بألوان مستوحاة من عهد سلالة "مينغ"
وتنورات مستقيمة أو بنطلونات ضيقة مع جاكيتات قصيرة ومطرزة بياقات عالية.
إيف سان لورانYves St. Laurent * بينما اتجه الشاب ستيفانو بيلاتي، مصمم دار إيف سان لوران، صوب اسبانيا
بكل ألوانها وثقافتها، من خلال جاكيتات قصيرة "بوليرو" مع تنورات مستديرة
أو بنطلونات قصيرة. ورغم ان الألوان بدأت هادئة، إلا انها سرعان ما توهجت
بألوان الفلامنكو وتصاميم مصارعي الثيران مع نهاية العرض. لم ينس بيلاتي
أن هناك احتفال بإيف سان لوران وبالتوكسيدو بالذات، لذلك قدم نسخة على
طريقته، من هذا الزي أدخل عليها ايضا لمسات إسبانية. القاسم المشترك بين
تشكيلتي فالنتينو وبيلاتي تميزها بالفخامة العملية التي تخاطب كل الأعمار
والمقاييس ايضا. فهي ليست مخصصة لصبيات من ذوات مقاس 6، وهذا هو الجميل
فيها. هيرميس Hermes* من جهته قدم جون بول غوتييه عرضا رومانسيا ورائعا لدار هيرميس. وهذا ليس
غريبا فغوتييه يتمتع بشخصية قوية وأسلوب واضح، ودار هيرميس من الدور
العريقة التي تتمتع ايضا بهوية قوية عرف المصمم كيف يستغلها ليعطي المرأة
ازياء رائعة وعصرية، كانت الدار قد بدأت تفقدها قبل ان يلتحق بها. فرغم
شطحاته حرص ان تحافظ امرأة هيرميس على كل اناقتها الكلاسيكية التي عودتنا
الدار عليها منذ تاسيسها في العشرينات من القرن الماضي. لربيع وصيف 2006
ادخل غوتييه الوانا متوهجة وجديدة نوعا ما على الدار، مثل البرتقالي
الصارخ، فضلا على النقوشات التي طبعت التنورات الطويلة. الالوان الصارخة
لم تغب عن تشكيلته الخاصة، ولا استعماله السخي للقماش، وإن أطلق لخياله
العنان، فهو هنا على الاقل يمكنه ان يشطح بمقصه وخياله من دون رقيب
يحاسبه. تشكيلته جاءت عنوانا للبوهيمية الراقية، وأسلوب الهوت كوتير في
الوقت ذاته. لوي فيتون Louis Vuitton * في نفس اليوم افتتحت مجموعة "إل.في.إم.ايتش" أكبر محل عالمي للوي فيتون
في شارع الشانزيليزيه، مؤلف من سبعة طوابق، يضم ايضا متحفا فنيا ومكتبة،
بحضور لفيف من الشخصيات الثقافية والفنية، نذكر منها على سبيل الذكر لا
الحصر، سلمى حايك وينونا رايدر، شارون ستون، التي قصت شريط الافتتاح،
وأخذت معها في آخر الحفل حقيبة يد تقدر ب 5000 دولار ولائحة انتظار طويلة
تصل إلى اربعة اشهر، عدا عن النجمة أوما ثيرمان وجه دار لوي فيتون للملابس
الجاهزة للخريف والشتاء.
لم تغب الاكسسوارات من عرض لوي فيتون Louis Vuitton