سأل أحد الطلاّب أحد الفيزيائيين سؤال ظنّه الكل أنّه سخيف، قائلا:
" ماذا سيحدث للأرض لو قام كل سكانها بالقفز مرّة واحدة و في لحظة مشتركة من مشرق الأرض إلى مغربها ؟ "
فرّد الفيزيائي ضاحكا: " لن يحدث للأرض و لا للجبال أي شيء حتى و لو كان عدد القافزين عليها هو عشرة أضعاف معمريها اليوم !"
و بداء أستاذ الفيزياء هذا - دون أن يعلم- يبرهن بدليل المنطق و الحساب عظمة وقدرة الرحمن و مبرزا لنا عجز وضعف الإنسان.
فلو افترضنا أن معدل وزن كلّ واحد من البشر هو 100 كيلوجرام فستكون كتلة سكان المعمورة هي 000 000 000 600 كيلوجرام، و علما أنّ الكتلة الإجمالية للكوكبنا الأخضر تقدّر ب : 000 000 000 000 000 000 000 972 5 كيلوجرام...
000 000 ، 0 % ! و بلغة الإحصاء نقول أنّ كتلتنا نحن الآدميون تؤول إلى الصفر أمام الأرض التي نعمّرها ! بل تؤول إلى العدم المحض أمام هذا العدد الهائل من ملايين الميليارات من الأجرام السماوية من نجوم و كواكب و غيرها،
بسم الله الرحمان الرحيم﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ غافر (آية:57)
و لو أردنا مثلا أن نقيس كمية الطاقة التي ستنتُج من قفز ستة ملايير من البشر من علوّ متر في لحظة واحدة فإننا نجد أن الطاقة الناتجة تقارب 6000 مليار جول...
000 000 000 000 000 100 مليار جول !
وراح أستاذ الفيزياء يؤكد أن القفزة البشرية لا يمكنها أن تُحدث و لو نسمة من ريح ولا من شأنها أن تنتج أدنى هزّة أرضية !
بسم الله الرحمان الرحيم﴿ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ﴾ الإسراء (آية:37).
إن حجم كوكبنا الأرضي أمام حجم الكون كله وما يحتويه من آلاف المليارت من المجرّات هو كمثل حجم حبّة رمل في وسط كل رمال الصحاري و شواطئ البحار وأعماقها وأضعافها وأضعاف أضعافها ! فإذا كان هذا هو حجم ملايير البشر أمام الأرض (كما سبق تبيانه في النسبة أعلاه) فكيف بحال كل فرد منّا أمام حجم الكون كلّه؟! بل كيف بحجم كلّ نفس بشرية أمام خالقها و خالق كل شيئ؟!