يمكن لقارئ هذا الموضوع أن يعده شمعة تمدّ بنورها مصباح الأمل، وتزيد جذوة الثقة بالذات توقداً، فحين يخيم ظلام اليأس على حياة الناس يحتاجون إلى شموع الأمل، يتلمسون بها طريقهم، ويستردون بنورها بعض عزيمتهم ليواصلوا بها المسير إلى الأمام.
لا ريب أن اللغة العربية –وهي موضوع الموضوع- ركن أساس من أركان وحدة أمتنا العربية والإسلامية، وعمود محوري من أعمدة قوتها، إنها دعامة بقاء، وعنصر تفوق لهذه الأمة، ومن هنا فإن كل لبنة تضاف إلى بنيات هذه اللغة وتزيد في شموخه، هي قوة دافعة لروح الأمة وشعاع يضاف إلى حزمة ضيائها.
وهكذا يأتي جهد الباحث العربي عبد الرحمن البوريني في كتابه "اللغة العربية أصل اللغات كلها" الذي صدر حديثاً عن دار الحسن للنشر والتوزيع في عمّان: لا ليشير إلى تميز لغتنا العربية فحسب، بل ليكشف عن أصالتها العالمية ومصدريتها القديمة، مما يؤكد أصالة أمتنا العربية وتفوق عطائها الإنساني، وينوّه بدور الإسلام العظيم في بلورة هذا العطاء بما قدمه القرآن الكريم من إمداد وتجديد وخلود لهذه اللغة المدهشة