rochdi_s عضو محترف
~*.الجنــــس.*~ : ~*عدد المســــهمآت*~ : 704 نقاط : 1306 0 sms: :
| موضوع: قصة لإسلام أحد الأخوة الأفاضل من إحدى الدول الأوروبية أسأل الله تعالى له التثبيت الأحد أغسطس 16, 2009 12:18 am | |
| أسعد كثيرا جدا حينما اعرف عن إسلام أناس غير مسلمين خاصة ممن هم في تلك الدول فصورة الإسلام عندهم عادة ما تكون مشوهة ولا تشجع على إسلامهم
ودائما ما أشعر بمدى تقصيرنا نحن المسلمين في حق الدعوة التي كانت أصلا وسببا أساسيا في أفضلية هذه الأمة على باقي الأمم
كيف لا وقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) والدعوة إلى الله تعالى تدخل في نطاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذان تركهما أغلبنا إلا من رحم الله تعالى فكان ذلك سببا في شقاء امتنا وتأخرها عن باقي الأمم حيث انتفى عنها سببين أساسيين في أفضليتها عنهم
تعرفته قدرا دون تخطيط مسبق، لكنه قدر الله تعالى الذي جعل لي أخا مثله
تكلمت معه في عدة أمور
وجدته شخصا رائعا بمعنى الكلمة، مستمسك بالدين بأفضل من تمسك الكثير منا به، حفظ القران الكريم كاملا (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) ويتحدث العربية بطلاقة
وفي ذلك الوقت كان لابد لي من أن يخطر ببالي ذلك التساؤل الذي كان سيخطر ببال كل منكم لو كان مكاني عن كيفية إسلامه والذي بدوره لم يلبث في بالي طويلا حتى ترجمته في هيئة سؤال: كيف أسلمت؟
صمت قليلا ثم قال لي:
ولدت نصرانيا متعصبا ومنذ صغري وأنا مهووس باللغات أحب سماع أي لغة مختلفة عن لغتنا رغم عدم فهمي لما يقال لكنها هواية
تعلمت اليابانية من مشاهدتي المستمرة للبرامج والمواد اليابانية فقد أعجبتني لغتهم كثيرا اكثر مما أعجبتني برامجهم وكنت اقضي الساعات الطويلة أمامها ولم يكد سني يجاوز الثانية عشرة إلا وقد اتقنت التخاطب بها تماما، بقي الكتابة بها فقط
ألحقني أبي بمدرسة اللغات فتعلمتها هناك
وذات مرة كنت اقلب بالقنوات علي اجد شيئا اتسلى به فأنا لست ممن يحب المسلسلات أو الأفلام أو البرامج النسائية منذ عرفت نفسي ولله الحمد ولذا ايجاد برنامج يسليني امر صعب واثناء تقليبي للقنوات جذبني طريقة الحديث في احداها وظللت استمع لطريقة الحديث طريقة جميلة جدا كلمات رائعة ولها وقع لم استمتع بمثله فالتقطت صورة لشعار تلك القناة وعرضته بأحد المنتديات مستفسرا عن اصل تلك القناة فجاءني الخبر بأنها عربية
بعدها مباشرة أخذت اتابع أي برامج عربية واتلذذ بطريقة حديثهم فيها
بعدها بحثت في المنتديات عن دروس وبرامج لتعليم العربية وكذلك اشتريت من احدى المكتبات كتبا لأتعلم هذه اللغة التي أحببتها كثيرا وما مضت سنتان حتى أتقنتها تماما فقد كنت أقضي جل وقتي في تعلمها ولم يخب الله ظني حيث تعلمتها بفضل الله في فترة وجيزة ورغبة في اتقانها اكثر التحقت بمدرسة اللغات مرة اخرى لتطوير العربية اكثر وتعلمتها ولله الحمد
بعدها سمعت بإحدى القنوات شخصا يقرأ آية الكرسي ولم اكن اعلم ماهي من المؤكد بانها العربية ولكن هذه تختلف، فلها سلاسة وجمال اكثر بكثير مما تعلمته فشدتني كثيرا فأنا لم اسمع بمثل تلك الطريقة في الحديث باللغة العربية من قبل
جاء اليوم التالي موعد اعادة البرنامج فسجلته ثم اعدت الإستماع لتلك الآية ثم كتبتها في احدى المنتديات مستفسرا عنها فأخبروني انها اية قرآنية لا يتعامل بها الا المسلمون
فأخذت ابحث اكثر عن الإسلام وطريقتي الوحيدة في ذلك كانت الحاسوب ووجدت كل ما ابحث عنه وألممت بشروط الإسلام وواجباته وسننه ثم أسلمت ولله الحمد
وبعد عدة اشهر من إسلامي قررت الذهاب للعمرة، كل ذلك وأبي لا يعلم شيئا عن إسلامي، وقلت لأبي بأنني سأخرج في رحلة علمية فرحلاتي كثيرة جدا حيث كنت قد التحقت بالعمل وعمري 15 ربيعا فقط لذا فقد تعلمت الوقوف في وجه الحياة مبكرا
وافق ابي وذهبت لمكة واعتمرت وعدت بعد 3 ايام وقد أخفيت ماتعلمته من العربية والإسلام وسفري للعمرة عن ابي الذي لم يعرف بشيئ من ذلك قط
فرغم قربه الشديد مني وحبه الشديد لي وطيبة قلبه إلا انه كان من أشد الناس تعصبا لدينه
لذا قررت بعد ان عدت ان أري ابي مجموعة من الصور كنت قد التقطتها من العمرة للناس أثناء طوافهم حول الكعبة وسعيهم وصلاتهم
وأريتها لأبي دون أن اخبره من هم. ورآها واعجبه شكلهم واندهش من ترتيب الصفوف واللون الأبيض فأبي نظامي من الدرجة الأولى ويحب النظام في كل شئ
فقلت له هل أعجبك هؤلاء القوم حقا؟ فقال نعم، إنهم قوم عظماء، لا يأتي هذا الإتحاد إلا من عظماء حقا
فأخبرته من هم وانني قد اسلمت وسردت عليه ماجرى. فلم يقل كلمة واحدة، بل ظل يتأمل بالصورة لفترة طويلة واتجهت لغرفتي وأنا في قمة ذهولي وقلقي فقد توقعت القتل أو الطرد من المنزل أو العتاب على اقل تقدير
لكن شيئا من ذلك لم يحدث، حتى أنني كنت مندهشا جدا من موقف ابي.
جاء أبي إلي بعد فترة وقال لي: بني اريد ان اسلم فالصور التي التقطتها كأنها ليست لمسلمين، فما سمعته عنهم انهم لا يتحدون ابدا، لكن الصور تقول غير ذلك، اذ تقول أنهم على الحق، وقد اعجبت بهم كثيرا
لم اصدق ذلك وبكيت كثيرا فرحا بأبي الحبيب الرائع وأرشدته للإسلام واسلم وكان هذا اليوم أعظم يوم في حياتي كلها فأنا لم البث الا قليلا واقتنع ابي بالإسلام
ومنذ ذلك اليوم تعلم ابي العربية بأحد المعاهد افسلامية واجادها واصبح خيرا مني ينصح ويرشد ويوجه
الى هنا وانتهى كلامه
لكني وجدتني بعدها مباشرة أتذكر اية عظيمة في كتاب الله تعالى: (لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله)
تفكرت في قصته مليا، كان سبب هدايته للإسلام هو سماعه لآية واحدة
آية واحدة من كتاب الله تعالى أثرت به
ما بالنا نحن الذين نسمع القران دائما وكثير منا لا يتأثر به إلا من رحم ربك بل كثير منا قد هجر القران ولم يعد يقرأه او يسمعه
شدني أيضا في قصته شيئ اخر، أشياء قد نراها في حياتنا اليومية دائما اعتدنا عليها بحيث قد لا تشدنا وقد لا نتأمل فيها أصلا، تراص الصفوف في الصلاة، والطواف وما إلى ذلك، وكيف ان مثل هذه الأشياء لها معان عظيمة وتأثير كبير عند من راها من غير المسلمين لأول مرة
تفكرت في هذا الأمر قليلا ثم وجدت شيئا خطيرا مترتب على اثر هذا الموضوع، هو أننا قد نكسب العديد من الحسنات أو السيئات دون أن ندري لأجل أمر قمنا به ربما دون أن ننتبه لذلك، وترتب على هذا الأمر مشاهدة أحد من غير المسلمين لنا
ماذا لو كان هذا الأمر هو أداؤنا لعبادة ما أو ذكر لله تعالى او أخلاق حسنة شدت على إثرها مثل هؤلاء فتسببت في إيمانهم وإسلامهم؟
وعلى العكس تماما من ذلك: ماذا لو كان ما قمنا به هو خلق سيئ وجهر بالمعاصي واتباع للشهوات وتفرق وزيغ عن الحق ورآنا شخص غير مسلم ربما فكر في أعتناق الإسلام فقال في نفسه لا يمكن أن اكون يوما ما على ملتهم؟
تخيلوا مدى ما يمكن أن نحصله من الحسنات إن كنا من أصحاب الأمر الأول ومدى ما يمكن أن نحصله من السيئات إن كنا من أصحاب الأمر الثاني
أخي المسلم وأختي المسلمة، لا تستهن في دعوة غير المسلمين ولو بجعلهم يسمعون بعضا من كلام الله تعالى فقط ولا تقل أنه لن يفهم، فكلام الله تعالى له من التأثير ما الله تعالى به عليم حتى على من لا يفهمه
فقصة صاحبنا هذه ذكرتني بكلام للداعية المشهور الشيخ محمد العريفي حفظه الله حيث حكى ذات مرة عن محاورته لشخص غير مسلم وتدخل راهبة معهما في الحوار، فأسمعهما شيئا من كلام الله تعالى، ثم بعد ذلك أسمعهما كلاما آخر من تأليفه وقام بتنغيمه ليبدو قريبا من تلاوته لكلام الله تعالى ثم سألهما ما الذي استشعراه
فأخبرته تلك الراهبة أن الكلام الأول شد انتباهها وأثر بها كأنه .... كأنه كلام الله تعالى ... هكذا قالت هي له
اما الكلام الاخر فقالت كأنه اغنية او ما شابه وليس لها أي تأثير كتأثير الكلام الأول
هذا هو تأثير القران الكريم
لذا فلنتعاهد إخواني وأخواتي على دعوة غير المسلمين ولو بإسماعهم آية واحدة من كتاب الله تعالى فقط
من يدري، لربما كانت تلك الاية بداية الطريق لهذا الشخص كي يسلم فيكون ذلك لك خير من حمر النعم كما أخبر بذلك حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
ومعذرة على الإطالة
حفظكم الله تعالى ورعاكم
| |
|