"] أخواتي الحبيبات :
أولا و قبل كل شيء أهنئكم جميعا و أقول لكم :
( كل رمضان وأنتم أقرب إلى الله ) . كل عام ننتظر هذا الشهرالمبارك بكل لهفة و شوق ، شهر رمضان شهر التلاحم بين المسلمين من الأقرباء و الأهل و الأصدقاء . كما يجب ألا يغيب عن ذهننا أنه شهر العبادة الحقة مادام أوله رحمة و وسطه مغفرة و آخره عتق من النار لهذا يجب على كل منا نزولا لعظمة هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن أن ننتصر على شهواتنا كما يجب أن نغتنم الفرصة للتجرد من كل سيئاتنا ما دمنا طبعا غير واثقين من بلوغنا رمضان السنة الآتية
أدعو الجميع إلى مزيد من التلاحم و المزيد من التدين بتغيير ما بأنفسنا طبعا حتى نتشجع على أن نكون أكثر ترابط سواء على أرض الواقع أو بعالمنا الإفتراضي هذا مادام هذا الشهر المبارك شهر العطاء و شهر الطيبة و الترابط الذي يبدأ بطبيعة الحال من الأسرة الصغيرة ليشمل العائلة و المجتمع ، فلا تخيبوا أملي و جميع الأعضاء على العموم ليشملنا جميعا كممثلين لأمتنا بمختلف بلدانها ، فيكفينا تفرقة من طرف من صفق بحرارة لشتاتنا ....
فمزيدا من التكافل و التودد و الوئام و تقبل الآخر كما هو مادامت هناك اختلافات في الرأي و الإعتماد كل الإعتماد على القول : " الإختلاف لا يفسد للود قضية " . لمَ لا نصلح ما فاتنا أو بكل صراحة أنفسنا ؟ و نكون حاملين لشعار السلام الذي افتقدناه في واقعنا المر ، كيف لنا أن نعيب على الحكام و الفصائل و الطوائف و نحن هنا لم نتمكن حتى من محاولة إنهاء الخلافات التافهة و ضبط النفس ؟ .
هذا من جهة و من جهة أخرى يجب أن نعلم كذلك أن شهر رمضان لا يتفق مع الكسل و الخمول فهو شهر التوكل على الخالق في عمل البر مع النفس و مع الغير ......
و لنغتنم الفرصة لتذكير الأسرة بما قاساه المسلمون من صعوبات في هذا الشهر المبارك مثالا للصبر و من بين ذلك المعارك التي خاضها المسلمون آنذاك فلكم غزوة بدر و معركة حطين و معركة جالوت و ...... و أكدوا على سيرة الحبيب صلى الله عليه و سلم .....
لنتسابق للخيرات و ذلك بالإفطار و لو لمرة واحدة بالأسبوع في مستشفى أو بمقر اللجن الخيرية أو أينما سمعنا بمحتاج أو فقير أو متخلى عنه و أيضا إفطار المرابطين بالمساجد ... و لا ننسى أن :
( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له مها تقدم من ذنب ) .فبالصيام يخضع كل ميول الدنيا لسيطرة الإرادة و العزيمة ، و هذا يتم طبعا بقوة الإيمان كما أنه
يدرب الإنسان على التحكم في الذات و ردع النفس عن المعاصي ويحافظ على ضوابط السلوك الجيدة مما ينعكس إيجابا على المجتمع عموما فهو في حد داته امتثال لأمر الله عز وجل . كذلك علينا أن نعلم بأن بشهر رمضان تفتح أبواب الجنة و تغلق أبواب النار لقوله صلى الله عليه وسلم: (
( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين)) (البخاري) كما أن ليلة القدر خير من ألف شهر و من حرم خيرها
فقد حرم الخير كله . لقوله صلى الله عليه وسلم: (
(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه .
و لابد من الإشارة إلى أن بهذا الشهر يستجاب لدعاء الصائم بساعات الإستجابة لقوله صلى الله عليه و سلم (( إن
للصائم عند فطره دعوة لا ترد )) ابن ماجة والحاكم . و أضيف أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لقوله صلى الله عليه وسلم: (( لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) البخاري كما أن الملائكة بدورها تستغفر للصائمين حتى يفطروا ......فهيا أخواتي و لنجعل من رمضان مدرسة ثلاثينية كلها إيمان و إرادة و عزيمة قوية لتحقيق ما نصبوا إليه كمسلمين سواء على أرضنا هذه أو على الأرض التي نمشي على ترابها ...... و لا ننسى كذلك من أساء لنبينا حين اقتناء ما تشتهيه النفس بهذا الشهر الكريم .......[/color]
عاد الله سبحانه و تعالى هذا الشهر المبارك على أمتنا باليمن و الخير و البركات و الحرية التامة لكل بؤرة ألم ... و تقبل الله منا و منكم صيامنا و قيامنا و جعل القرآن بأيماننا و ربيع قلوبنا و غفر لنا و لكم كل ذنب إن شاء الله