منتديات الحلم الجزائري
منتديات الحلم الجزائري
منتديات الحلم الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحلم الجزائري

موقع عام يهتم بأدق تفاصيل المجتمع الجزائري
معلومات عنك انت متسجل الدخول بأسم {زائر}. آخر زيارة لك . لديك0مشاركة.  
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الربانيون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبق الريحان
●مشرف●
عبق الريحان


~*.الجنــــس.*~ : انثى
~*عدد المســــهمآت*~ : 536
نقاط : 868
3

الربانيون Empty
مُساهمةموضوع: الربانيون   الربانيون Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2009 3:06 am

أنجبت أمة الإسلام على مدى تاريخها الطويل علماء لا يحصون عدداً في كل المجالات، كان لهم تأثير كبير في كل الميادين،كلٌّ حسب اختصاصه وإمكانياته، وهذا مما يحسب لهذه الأمة من قبل أعدائها فضلاً عن أبنائها.

ولكن ما أنجبته هذه الأمة من علماء ربانيين – على كثرتهم – لا يشكلون إلا نسبة قليلة جداً بمقابلة أولئك، وهذا ليس سرّاً أفشيه، ولا ذمّاً أبديه، وإنما حالة أقررها لأصل من خلالها إلى ما أريده من هذا المقال.
إن قلة عدد العلماء الربانيين بالنسبة لمجموع علماء الأمة يرجع إلى علوّ صفات هذه الفئة الربانية، فصفاتهم لا يستطيعها إلا الخلّص الأصفياء،ولا يمكن أن تتيسر في كل زمن،ولا أن تتاح في كل بيئة.
فالربانيون ليس هم الرهبان الذين تركوا الدنيا وتفرغوا للعبادة، إنما هم المعمرون للأرض أكمل عمارة، فمنهم الرعاة والزراع والصناع والمعلمون والمهندسون والأطباء والعلماء في جميع التخصصات، ومنهم المرأة الراعية لبيتها ولولدها وزوجها.
أما العالم الرباني فهو ذلكم العالم بكتاب الله وسنة رسوله وبما يتعلق بهما من أحكام وآداب وفضائل، وبما يرتبط بهما وينتج عنهما من علوم ومعارف.
وهو العالم بأهل عصره وزمانه، والمحيط بما يملأ ساحته من ثقافات وأحداث، القريب من أدوات المعرفة المستجدة ووسائلها المستحدثة ومعارفها المتجددة.
ثم إنّ العالم الرباني قبل كل هذا وبعده متحلٍّ بالأخلاق النبوية ومتصف بكل الصفات العلية، دائم الذكر لله تعالى في سره وعلانيته، خاشع لله قانت لعظمته، صوّام للنهار قوام لليل، زاهد في الدنيا، زاهد فيما عند الناس، أحب الله وأحبه، يؤثر مرضات الله على مرضات الناس، قريب النفس متواضع، خفيف الظل مع هيبة، يأمر بالمعروف بحكمة، وينهى عن المنكر بحب وشفقة، جريء بالحق يصدع به، لا تأخذه في الله لومة لائم، يعيش بالله ولله، يحمل همّ الأمة بدل همّه ويعيش لها لا لنفسه.

لهذا هم قلّة، ولكنهم كانوا دوماً الحصن الحصين والدرع الواقي لعزة الأمة وكرامتها، وكانوا على مرّ الأزمان السدّ المنيع في وجه النائبات والعاديات التي تدلهم وتهجم، فبوجودهم وجهودهم أعزّ الله الأمة، وبهم وبهمّتهم وجرأتهم رفع مكانتها، وببذلهم وتضحياتهم هابها أعداؤها وحسّادها، وبجدّهم وجهادهم هزمت الجيوش على أسوارها، وتحطمت آمالهم على صخرة عزة أهل الله أهل الحق ونخوتهم وصبرهم ومصابرتهم.
بفضل هؤلاء الربانيين كان ذلك، ولا عجب فهم أولياء الله، من عاداهم آذنه الله بالحرب، ومن خذلهم خذله الله.
وهم القادة المخلصون الذين أحبتهم الأمة بمجامع قلوبها، عشقتهم هياماً بأخلاقهم وصفاتهم، وانشدّت أرواحها ومهجها لجميل فعالهم، فكانوا برصيدهم المودع في قلوب الأمة، وبما لهم من سابقة الفضل في الجهاد والبذل والتضحية، رواد التغيير والتأثير، فبإشارة منهم تلتف حولهم الرجال، وبكلمة منهم تستجيب السلاطين والحكام، وترتعد فرائص الأعداء خوفاً وترتجف فرقاً، أرضوا الله لما باعوا أنفسهم له، فرضّى لهم الناس وطوّع لهم الأمة، فكانوا لله عباداً، وللدين حرّاساً، وعلى البلاد ومقدراتها أمناء، وللأمة نصحة مشفقين.
(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) آل عمران.
وتاريخ أمتنا -أمة الإسلام- شاهد على ما أسلفت، فانظر-إن شئت- سيرة الخليفة الرباني عمر بن عبد العزيز وكيف أعاد الخلافة الراشدة بعد الملك العضوض.
وانظر ثبات العالم الرباني أحمد بن حنبل أمام فتنة القول بخلق القرآن وتحمله الأذى والعذاب والسجن عندما خار الآخرون.
وهذا الإمام الغزالي حجة الإسلام يقف بعلمه وتقواه وبما آتاه الله من حجة وبيان ليردّ الشبهات ويؤصل للعقيدة الصافية، وليبين تهافت الفلاسفة ويدحض أباطيلهم، فيردّ الأمة إلى الحق ويرفع عنها زيغ الأهواء، ويحيي فيها العلم الحقيقي، علم الأخلاق والسلوك، فيردّ لها روحها بعد موات، فأحيا بكتابه (الإحياء) القلوب الميتة وأنار به العقول المكسوفة، حتى قالوا: من لم يقرأ الإحياء ليس من الأحياء.
وكذا كان القادة الربانيون أمثال نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم حبل النجاة لهذه الأمة في أحلك أوقاتها وظروفها، قادوا الأمة وطردوا الغزاة وحرروا القدس وحافظوا على كل مقدّس.
ولا ننس جهاد العز بن عبد السلام والإمام النووي ودورهم المشرق والمشرّف في الوقوف في وجه الظلمة والطغاة والعابثين والفاسدين، فكانت روحهم العالية وصلابتهم على الباطل، وجرأتهم في الحق سبباً رئيساً في انكفاء الظلمة والطغاة ورجوعهم لصفّ الأمة ومبادئها ومصالحها.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:146-148].
ولما تغير الحال، وقلّ في الأمة أمثال هؤلاء الربانيين الصديقين، وأصبح وجودهم كالعملة النادرة، وعجزت الفروع أن تلد مثل ما ولدت الأصول، وعقم الزمان عن إنجاب الأفذاذ من الرجال، وفقد الناس القدوة والأسوة الحية، وأضاعوا المصباح الذي ينير الدرب، تاهوا… حتى كثر القوّالون والمدّعون، والجهلة والمبتدعون، ووظّف العلم للجاه والسلطان، وسخّر الدين للدنيا، وصار الهمّ الخاصّ مقدم على الهمّ العامّ، تراجعت مكانة الأمة، وبدأت تسقط حصونها، وتتهاوى قلاعها، وتتداعى ثغورها، فاستهان بها العدو، وطمع بها الطامعون، ووصل بهم الاستخفاف بالأمة إلى أن يفرضوا عليها تشريعات تخالف دينها وتهزّ ثوابتها، وتتدخل حتى في شكل الأسرة ووظيفتها، وبين الزوجة وزوجها، والولد وأبويه، ليفصموا عرى الخلية الأولى واللبنة الأساسية في بناء المجتمع، التي إن حطّموها ودمّروها انهار المجتمع بأسره وصار لقمة سائغة في فم العدوّ.
لقد عملوا على ذلك بكل الحيل، وبأخسّ الطرق، وأحطّ الوسائل، فسلطوا على الشعوب منافقيها، وغزوا البلاد بالجاحدين والساقطين من أبنائها، وبدؤوا يهدمونها بمعاول التغريب، ولهيب الشهوات، وثقافة الانهزام والاستخذاء، انهزام النفوس والعقول، واستخذاء العبيد لسلطان الغرائز، الذين يخدعون ويؤخذون بالمظاهر الفاتنة والشعارات الزائفة، وتطيش عقولهم ببريق الدرهم والدينار وسحر الذهب والفضة والدولار، فتجرؤوا على ثوابت الأمة المسلمة بدعوى التجديد، وبدعوى التحرر والحرية، ودعاوى الاتفاقات الدولية لتمكين المرأة وتنظيم الأسرة، وحقوق الطفل وصحة المراهق، وغير ذلك مما له بريق في الظاهر وغش وخديعة في الباطن، وربما شارك أحياناً في حملة التغريب هذه فئة مخلصة، لا يشك في وطنيتها وانتمائها، ولا شائبة في بذلها وتضحياتها، ولا تتوانى عن العطاء في كل المجالات وعلى كل المستويات، ولكن انطلت الحيلة عليها، ومُكر بها فخدعت وهي لا تدري، فغرّبت شعوب مسلمة، وتغيرت قلوب مؤمنة، فأنكرت ميراثها من الأخلاق والصفات الحميدة، وضربت بثوابتها عُرض الحائط، وتاهت أجيال وزاغت أبصار، وماتت ضمائر وانطمست بصائر، حتى صارت فئات لا تحصى عدداً ولا تعدّ كثرة تعيش لشهواتها وملّذاتها، ويوشك إن استمرّت الغفلة أن تضيع الأمة بأسرها وتباع في أسواق العدو بلا مقابل.
إننا بحاجة ماسّة وأكيدة لكي نعيد حساباتنا، ونمعن النظر في طرائق تربيتنا، ونلتفت إلى خاصّة أمرنا، فنعود لبناء الأجيال الواعية الرشيدة، لننشئ علماء ربانيين، ولنؤسس لعباد الرحمن الصادقين والصديقين، فنعمل ليل نهار، وصباح مساء، ونبذل كل غال ونفيس، ونسلك كل سهل ووعر، وكل سهل وصعب، لنمكن ونؤسس لظهور رجال ربانيين صادقين صديقين، تتلاحم معهم الشعوب، وتتآزر معهم العامّة ليحملوا أمر هذه الأمة وهمّها.

وما لم تنهض النخب المخلصة من مثقفين وعلماء وخبراء بكل جدّ وهمّة، ويسابقوا الزمن بما أوتوا من قوة وعزيمة لرعاية وتربية مثل هذه الفئة الربانيّة من العلماء من كافة الاختصاصات ومختلف المجالات وعلى نسق الربانيين الأوائل، فيوشك أن يستمرّ سباتنا طويلاً وعميقاً إلى نومة لا يقظة معها إلا بعد فوات الأوان.
………………………………………….. ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الربانيون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحلم الجزائري :: ||إسلآم×إسلآم :: ||لوحة شرف عمآلقة الإسلـآم-
انتقل الى: