[right]مقدمة
هو جعفر بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو علي بن أبي طالب لأبويه وهو جعفر الطيار، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أسلم قديما وهاجر الهجرتين.
مولده:
ولد رضي الله عنه في مكة المكرمة سنة 34 قبل الهجرة.
زوجته:
كانت أسماء بنت عميس رحمها الله تحت جعفر ابن أبي طالب وهاجرت معه إلى الحبشة وولدت هناك عبد الله بن جعفر ومحمد بن جعفر وعون بن جعفر وهلك عنها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قتل يوم مؤتة بمؤتة من أرض الروم فخلف عليها بعده أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر بالبيداء
أولاده:
وكان لجعفر من الولد عبد الله وبه كان يكنى وله العقب من ولد جعفر ومحمد وعون لا عقب لهما ولدوا جميعا لجعفر بأرض الحبشة في المهاجر إليها... عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال ولد جعفر بن أبي طالب عبد الله وعون ومحمد بنو جعفر وأخواهم لأمهم يحيى بن علي بن أبي طالب ومحمد بن أبي بكر وأمهم الخثعمية أسماء بنت عميس.
المؤاخاة:
قال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وبين جعفر بن أبي طالب.
إسلامه:
عن يزيد بن رومان قال أسلم جعفر بن أبي طالب قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ويدعو فيها.
فقد أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل... وروي أن أبا طالب رأى النبي صلى الله عليه وسلم وعليا رضي الله عنه يصليان، وعلي عن يمينه فقال لجعفر رضي الله عنه: " صل جناح ابن عمك وصل عن يساره "قيل: أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانا وكان هو الثاني والثلاثين ؛ قاله ابن إسحاق وله هجرتان: هجرة إلى الحبشة وهجرة إلى المدينة.
وقال ابن إسحاق أسلم بعد خمسة وعشرين رجلا وقيل بعد واحد وثلاثين.
أهم ملامح شخصيته
خير الناس وأبو المساكين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس كانوا يقولون أكثر أبو هريرة وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلانة وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرىء الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها.
وقد كناه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي المساكين لأنه كان يلازمهم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما احتذى النعال ولا انتعل ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
ذو الجناحين وطيار الجنة:
عن الشعبي أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريت جعفرا ملكا يطير بجناحيه في الجنة.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لما أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر داخله من ذلك فأتاه جبريل فقال إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة. قال في المستدرك: هذا حديث له طرق عن البراء ولم يخرجاه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام ثم قال يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا فردي عليهم السلام وقد أخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أو أربع فقال لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت ثم أخذت بيدي اليسرى فقطعت فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل أنزل من الجنة حيث شئت وآكل من ثمارها ما شئت فقالت أسماء هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير ولكن أخاف أن لا يصدق الناس فاصعد المنبر فأخبر به فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن جعفر مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه سلم علي ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعفر لقيهم فلذلك سمي الطيار في الجنة.
من أهل السفينة والهجرتين:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه قالت أسماء بنت عميس قال عمر آلحبشية هذه آلبحرية هذه قالت أسماء نعم قال سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم فغضبت وقالت كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله وفي رسوله صلى الله عليه وسلم وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وأسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا قال فما قلت له قالت قلت له كذا وكذا قال ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بردة قالت أسماء فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.
وعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال:... وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته أسماء بنت عميس فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم هاجر إليه وهو بخيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر قال وكان جعفر يكنى أبا عبد الله.
شبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن علي رضوان الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي.
ويقال: إن الذين كانوا يشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.