:study: :study: :study: :study:
أين من يتشجّع ويقاوم شهوته الجنسية ، عندما تداعبها فتاة سافلة ، قد ضحك عليها الشيطان ، لتكون من أعوانه ، فتقوم بما يمليه عليها من إغراء الشباب الذين تتوهّج الشهوة في نفوسهم ؟!! لكنهم باستعانتهم بالله وصبرهم على مصارعة الشهوة ، ويقينهم بعدم جدوى الولوج في بابها المظلم ، الذي يقود إلى الهلاك إلا أن تكون في طريقها الشرعي . فأين من يقول لمثل هذه الطائشة كما قيل لامرأة العزيز ((
معاذ الله إنه ربّي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )) ] يوسف : 23 [ .
أين من يردّ من يراسله برسائل خبيثة ، وصور رديئة ، ومواقع مريبة ، تدعوه إلى الرذيلة ، وتزيّن له الفاحشة حتى بالمحارم . والعياذ بالله ؟! معلناً له عفّته ، ونزاهته ، وكراهته لمثل هذا النوع من الناس ، ولو كان أقرب المقرّبين إليه ، وكراهته لمثل هذا النوع من الرسائل التي تدلّ على انهزام نفس مرسلها ، وسوء طويّته . فيقول له بكلّ حزمٍ وثبات (
معاذ الله ) .
أين من يغضب لله ، فيقول لزميله ، أو لزميلتها ، إذا أهدى له شريطاً ، أو أعطاه رقم هاتفٍ مشبوه ، أو دلّه على صديق ، أو صديقة سوء ، يعاقر معها ، أو تعاقر معه الفاحشة ، ويشترون غضب الجبّار بشهوة ساعة ، تكون عليهم حسرة يوم القيامة . فيصارحهم قائلاً ، أو قائلةً : (
معاذ الله ) ؟ .
فهؤلاء يجب أن لا يُترَك لهم المجال ليفسدوا في الأرض ، ويشيعوا الفاحشة في اللذين آمنوا ، ولا يقبل منهم أية هديّةٍ أو عطيّة . إقرأ إن شئت ، قول الله تعالى في هذا الصنف من الناس : ((
إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) ] النور : 19 [ .
فيجب على من له سلطة عليهم ، أن يبادرهم بالتوجيه والنصيحة ، وأن يحذّرَهم مغبّة طريق السوء والحرام . كما ينبغي على زملائهم وأصحابهم وجيرانهم أن يبلّغوا عنهم مَن يَتَوَلّى أمرهم ، وله سلطة عليهم ؛ ليقوم بمهمة إصلاحهم ، وتقويم اعوجاجهم .
أين من يقف ضدّ محطّة فضائية تثير الغرائز ، وتحرّك الشهوات ، وتدغدغ العواطف ، وتحبّب الحرام إلى متابعيها ، بطريقٍ مباشر ؛ كالمحطّات الإباحية ، والجنسيّة الخبيثة ، أو بطريق غير مباشر ، كما هو الحال في غالب المحطّات العربية ، والعالمية في أفلامها ، ومسلسلاتها ، وغناءها ، وأشعارها ، وبرامجها المفتوحة ، وحواراتها المدسوسة بواسطة مذيعيها ومذيعاتها الذين يغلب عليهم الفتنة في أشكالهم وأساليبهم .
فهذه القنوات ، لاسيما العربية منها مع الأسف الشديد ، تصدّرت موجة التغريب ، وأخذوا زمام الأمور نيابةً عن العدوّ الكافر ؛ ليتولوا هم قيادة الأمة بدلاً عنه إلى الرذيلة والسقوط في هاوية الشهوات . فتفنّنوا في سبل الإغراء ، والتسلّل إلى القلوب ، وتشويقها إلى المتعة المحرّمة ، التي يحاولون إقناع الناس بحلاوتها ، وجمال لذّتها ، وأن الذي لا يعيشها ، فهو في عداد الموتى على حدّ زعمهم ! ، ومن المتخلّفين والمغفّلين !!! . وكل ذلك يفعلونه بأقنعة خفيّة ، يظهر عليها البراءة – وحبّ الرقيّ ، والتطوّر ، والانفتاح على العالم الخارجي ، للانتفاع من معطياته الحضارية والتقنيّة الرائعة – كما أقنعوا الناس بذلك !! وتحت تأثير التقنيات الفنيّة ، والإخراج الجذّاب بالألوان والأصوات المغرية ، التي أُعِدّت لتشدّ انتباه المشاهدين . كذلك بإثارة موضوعات بأساليب عقلية مقنعة ، بأهميّة ما يدعون إليه .
فأين من يسُدّ الطريق في وجوههم ، ويهجرهم هجراً لا رجعة فيه ؟ وإن كان في هذه المحطّات بعض البرامج الجيدة والمفيدة إلا أنّ نِسبَتَهَا ضئيلة جداً في مقابل هذا الزخَم الكبير من البرامج غير الهادفة , فيختار السلامة لقلبه والعصمة لنفسه وخوفاً على دينه واتّقاءً لغضب ربّه وحرصاً على أهل بيته وشعاره في ذلك (
معاذ الله ) .
فلنرفع جميعاً شعار (
معاذ الله ) ولنعلنها صريحة مدوّية أمام شاشات وقنوات التلفزيون ، وأشرطة التسجيل المرئية المنحلّة ، وأمام نوافذ الإنترنت الفاسدة منها ، وفي وجه المجلاّت والصحف والمنتديات منحرفة المنهج ، وكذلك في الشواطيء والفنادق والأسواق وصالات الأفراح وعبر الهاتف والجوّال و ( الشاتات ) والمراسلات الالكترونية وغيرها من وسائل الاتصالات .
وهذا لا يعني حرمة استخدام كل ما ذكر من هذه الوسائل أو ارتياد هذه الأماكن ! كلا . بل المطلوب استخدامها بعيداً كلّ البعد عن الفساد الذي فيها وتسخير ما امتازت به من تقنيات وسرعة اتصالات في كل ما هو مفيد ونافع لديننا ودنيانا وأخرانا ، وبما يوصل الخير للغير ، والرقيّ بالأمّة في كلّ المجالات والإفادة من هذه التقنيات بلا انخراط في متاهاتها المظلمة وبلا انشغال بمغرياتها الفاتنة .
فأوصي بنشر الخير عبر هذه الوسائل ، كلٌّ فيما يجيد ويفضّل ، وإعلان الحرب على أعداء الدين والعفّة والفضيلة وعلى دعاة الدعارة والاختلاط المحرّم والانفتاح غير الموزون ، بأن نصدّهم في كلّ محفل ، وأن نضرب بآرائهم وأطروحاتهم ودعواتهم المنحرفة والبعيدة عن هدي الشريعة السمحاء عرض الحائط ، ونقول لهم بكلّ ثقةٍ وحزم وجدّيّة : (
معاذ الله ) (
معاذ الله ) مع إسداء النصيحة لهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ؛ حتى يُغلق الباب في وجوه أصحاب الرذيلة والإغواء والأهواء . وبذلك تدبّ الخسارة في أوساط تجّار الشهوات وسماسرة الأعراض ومحترفي الإغراء وتحريك العواطف ودعاة الاختلاط والعلاقات غير الشرعية .
فتعلوا راية الفضيلة وتطهر مجتمعات المسلمين من الخنى والردى ، وتجفّ ينابيع الشرّ والعار . وننعم بعدها بنعمة العفاف والحشمة وبما أحلّ الله لنا من الطيبات والمشروع من الشهوات وفق منهج الله العادل ليجد الشباب والفتيات بغيتهم بالطرق السليمة والوسائل المباحة ويحققوا رغبتهم ويُعِفّوا أنفسهم في طريق شرعي سوي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : (
الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) ] رواه مسلم 1467 [ .
فأوصي إخواني الشباب وأخواتي الفتيات أن يراقبوا الله تعالى في جميع أفعالهم ، وأن يستعينوا به سبحانه في طلب العفّة والحصانة وأن يتضرّعوا إليه أن يعينهم على مجاهدة النفس والهوى والشيطان وأن يصبروا أنفسهم على درب الطاعة ((
ومن يتّقِ الله يجعل له مخرجاً (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ] الطلاق : 2-3 [ . وتذكّروا أعزّائي هذه الآية الكريمة : ((
وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله )) ] النور : 33 [ .
فاللهم اعصمنا من كبائر الذنوب ، وجنّبنا صغائرها ، واغفر لنا ما اقترفنا من الخطايا والآثام ، وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء . اللهم تب على النائبين ، واغفر ذنوب المذنبين ، وثبّت عبادك الصالحين على نهج نبيك القويم .
وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين