الريجيم المناسب لإنقاص الوزن، لا يعتمد فقط على الاعتدال والتنوع فى تناول الطعام، ولكن أيضا على زيادة نشاط الجسم. والنشاط لا يعنى مجرد ممارسة الرياضة، بل هو كل حركة يؤديها الجسم طوال اليوم.
وكل زيادة فى نشاط الجسم تستهلك كالورى أكثر، بفرض تناول نفس الكمية والنوع من الطعام، فان ممارسة المشى النشيط السريع لمدة 20- 30 دقيقة ينقص من وزن الجسم حوالي 5 كيلوجرامات فى السنة.
وباستمرار ممارسة النشاط البدنى يصبح الجسم عالى اللياقة البدنية، وهو ما يعنى زيادة قدراته على حرق دهونه بكثرة حتى فى وقت الراحة، فلا يتعرض لزيادة الوزن ومخاطر الإصابة بالسمنة.
ويجب ملاحظة أن حرق الدهون المتراكمة فى الجسم لا يتم إلا من خلال النشاط القوى، وبقدر ما تزداد سرعة ومدة أداء اى نشاط بدني حتى لو كان مجرد رياضة المشى، تزداد نسبة حرق دهون الجسم.
ويفسر دلك بأن زيادة سرعة ومدة النشاط البدنى تزيد نسبة ما يحصل عليه الجسم من الأوكسجين الدى يقوم بحرق الدهون المخزنة به، حيث أنها لا تحترق إلا فى وجود الكفاية من الأوكسجين، لذلك تعرف مثل هده الأنشطة البدنية القوية الحارقة للدهون باسم (الايروبيكس)وهى مشتقة من الكلمة الإنجليزية (ايروبيك) التى تدل فى معناها على وجود الأوكسجين.
ونظرا لان زيادة سرعة ومدة اى نشاط بدني ليصل إلى درجة الايروبيكس التى تعمل على حرق دهون الجسم، تصاحبها زيادة فى سرعة التنفس، فالجسم عندما يلهث – مثلا- أثناء المشى السريع الطويل أو الجرى، يعتبرا مؤشرا على أن دهونه المخزنة به يتم احتراقها بكفاءة عالية من خلال (الايروبيكس).
وبالرغم من أن عدد وسرعة دقات القلب أثناء الأداء البدنى النشيط قد تكون أيضا مؤشرا على حرق الدهون بـ (الايروبيكس)، إلا أن تأثرها كثيرا بعوامل خارجية يجعل سرعة التنفس هي الدليل الأفضل على حدوث زيادة نسبة الأوكسجين التى يحصل عليها الجسم خلال الأداء البدنى القوى ليتم حرق دهونه.
ومع سرعة التنفس عن المعتاد، تتسبب تمارين (الايروبيكس) فى حدوث عرق خفيف (ما لم يكن الجو شديد الحرارة والرطوبة) ويكون الفرد خلالها قادرا فقط على الكلام وليس الغناء، فالقدرة على الغناء أثناء أداء التمرينات البدنية بدرجة مشابهة للغناء أثناء الراحة تعنى أن التمرينات ليست (ايروبيكس)، وبالتالي فهي لا تحرق الدهون الزائدة فى الجسم.
وأدا كانت التمارين البدنية القوية طويلة المدة تعرف بالايروبيكس دلالة على حصول الجسم خلالها على نسبة عالية من الأوكسجين اللازم لحرق الدهون، وعلى العكس من دلك يعرف اى نشاط بدنى بطئ وقصير المدة بالتمارين (اللاايروبيكس) أو اللاهوائية، اى التى لا يحصل الجسم خلالها على الكفاية من الأوكسجين الحارق للدهون.
وفى التمارين اللاأيروبيكس يحرق الجسم فقط النشويات لإنتاج الطاقة، وبالتالي تظل دهونه الزائدة مخزنة فيه، أما فى تمارين الايروبيكس فبالرغم من أن الجسم يستخدم فيها المغذيات الثلاث معا (النشويات والبروتينات والدهون) إلا أنه بزيادة قوتها ومدتها يزداد استخدام الجسم للدهون بنسبة اكبر من النشويات.
وكلما ضعفت قوة التمارين لا تصبح (ايروبيكس ) ويزداد حرق الجسم للنشويات ويقل حرق دهونه حتى تصل قوة أداء التمارين إلى درجة اللاايروبيكس التى تحرق فيها النشويات فقط ، فيظل الجسم محتفظا بدهونه المتراكمة فيه والمسببة لسمنته .
ويجب ملاحظة أن الشعور بالآلام فى العضلات أثناء ممارسة النشاط البدنى أو الرياضي، يعتبر مؤشرا على أن الجسم لا يحرق فيها دهونه، بل يقوم بحرق النشويات لإنتاج الطاقة المستخدمة لنشاط البدنى الضعيف
لذلك يجب أن يكون المشى – مثلا- بقوة ولمسافة طويلة، وليس مجرد مشيا هادئا، فالمشي النشيط القوى لمدة طويلة، والجري وركوب الدراجة لمسافة طويلة من أمثلة الأنشطة البدنية التى تصل بالجسم إلى درجة الايروبيكس الحارقة للدهون.
وتجدر الإشارة إلى انه مع اختلاف قوة الأنشطة البدنية، فالجسم يحتاج دائما إلى سكر الجلوكوز كمصدر للطاقة، لدلك يجب المحافظة على مخزونه فى الجسم بالاهتمام بتناول الاغذية النشوية مثل الحبوب ومنتجاتها والفواكه والخضروات وغيرها، حتى يتمكن الجسم من الاستمرار فى ممارسة اى نشاط بدنى أو رياضى بنفس القوة وللمدة الطويلة بدون تعب أو إرهاق، حتى يصل إلى درجة الايربيكس الحارقة للدهون المتراكمة والمسببة للسمنة.