وفاتهروي عن علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب
بدم عثمان عرجوا عن منصرفهم بذات عرق فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر
بن عبد الرحمن فردوهما قال ورأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهو ضارب
بلحيته على زوره فقلت يا أبا محمد إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها إن
كنت تكره هذا الأمر فدعه فقال يا علقمة لا تلمني كنا أمس يدا واحدة على من
سوانا فأصبحنا اليوم جبلين من حديد يزحف أحدنا إلى صاحبه ولكنه كان مني
شيء في أمر عثمان مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي وطلب دمه. قلت الذي كان
منه في حق عثمان تأليب فعله باجتهاد ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان فندم
على ترك نصرته رضي الله عنهما، وكان طلحة أول من بايع عليا أرهقه قتلة
عثمان وأحضروه حتى بايع، قال البخاري حدثنا موسى بن أعين حدثنا أبو عوانة
عن حصين في حديث عمرو بن جاوان قال التقى القوم يوم الجمل فقام كعب بن سور
معه المصحف فنشره بين الفريقين وناشدهم الله والإسلام في دمائهم فما زال
حتى قتل وكان طلحة أول قتيل وذهب الزبير ليلحق ببنيه فقتل.
وروي عن يحيى القطان عن عوف حدثني أبو رجاء قال رأيت طلحة على دابته
وهو يقول أيها الناس أنصتوا فجعلوا يركبونه ولا ينصتون فقال أف فراش النار
وذباب طمع.
قال ابن سعد أخبرني من سمع إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال:
قال طلحة إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد اليوم أمثل من أن نبذل دماءنا
فيه اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى.
وروي عن وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال رأيت مروان بن
الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في ركبته فما زال ينسح حتى مات.
وروي عن عبد الله بن إدريس عن ليث عن طلحة بن مصرف أن عليا انتهى إلى
طلحة وقد مات فنزل عن دابته وأجلسه ومسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم
عليه وقال ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
وروى زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن عبد الله من الأنصار عن أبيه أن عليا قال بشروا قاتل طلحة بالنار.
وروي عن عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال دخلت على علي مع عمران بن طلحة
بعد وقعة الجمل فرحب به وأدناه ثم قال إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن
قال فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين (الحجر:15)
فقال رجلان جالسان أحدهما الحارث الأعور الله أعدل من ذلك أن يقبلهم
ويكونوا إخواننا في الجنة قال قوما أبعد أرض وأسحقها فمن هو إذا لم أكن
أنا وطلحة يا ابن أخي إذا كانت لك حاجة فائتنا.
وروي عن اسحاق بن يحيى عن جدته سعدى بنت عوف قالت قتل طلحة وفي يد
خازنه ألف ألف درهم ومائتا ألف درهم وقومت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف
درهم.
وكان قتله في سنة ست وثلاثين في جمادي الآخرة وقيل في رجب وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها وقبره بظاهر البصرة.
قال يحيى بن بكير وخليفة بن خياط وأبو نصر الكلاباذي إن الذي قتل طلحة
مروان بن الحكم ولطلحة أولاد نجباء أفضلهم محمد السجاد كان شابا خيرا
عابدا قانتا لله ولد في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) قتل يوم الجمل
أيضا فحزن عليه علي وقال صرعه بره بأبيه.
[عدل] التعرض لقبرهتعرض الضريح لعملتي هدم :
- الأولى: على ايدي اتباع الحركة الوهابية القادمين من السعودية
الذين كانو يشنون هجمات على منطقة الزبير ومن نتائج الاخرى لهذه الهجمات
هدم مرقد الزبير بن العوام.
- الثانية: في شهر حزيران 2007 قامت مجموعة من جيش المهدي بنسف
المرقد ، بمدينة الزبير 12 كم غرب البصرة كرد فعل على تفجير ضريح
العسكريين في سامراء.